مترو الميرغني.. عربة مزدحمة ..القاهرة.. أوائل إبريل..والجو ربيعي لا يخلو من لفحة حارة شقّت طريقها بصعوبة بين المقاعد,لتجلس على ذلك المقعد –أو ربع المقعد على وجه الدقة- بجوار تلك السيدة البدينة.. تتذمر من حركته الراقصة ,تتخيل انها في خلاط بشري كهربائي..وتضحك في صمت! مازالت المسافة طويلة بما يكفي لتستسلم لشرودها , وتخضع لسحر افكارها المبهمة.. تارة تعافر في وحل مستقبلها المجهول ...وتارة تجدف في بحور ذكراياتها..وتمتم بلا صوت,أن من المحال أن يفهم المرء نفسه ! تفيق لحظة من شرودها ,لتجد أحدهم يحدق في وجهها الجميل , نظرات وقحة ملموسة كأشهب لهب حارقة! تتممل في ضيق وتستسلم للشرود من جديد.. في الواقع لاتضايقها تلك النظرات تماماً.. بقدر ما تسعدها أيضاً..فقط من خلالها تدرك أنها مازالت جميلة يهوى الآخرون أحياناً استراق النظر لها ..لطالما طربت لإنعكاس جمالها في مرآءة عيون الآخرين ! مهلاً ..جميلة ووحيدة.. لماذا؟؟.. طرق هذا السؤال أبواب ذهنها طرقات تصم! .. لماذا وهي ابنة ال27 ربيعاً.. لم تعرف للحب طعماً.. ولو حتى على سبيل المراهقة ! ربما لأن الحب في واقعها مجرد كائن إسطوري لاوجود له إلا في الروايات والأغاني والأفلام القديمة..أو ربما لأنها لم تلتقي بفارس يطابق المواصفات بعد..أو على الأرجح لأن الرجال جميعاً فقدوا نظرهم..قهقهت مرة أخرى بلا صوت! أو لأنها ترى أنها مميزة.. تتسائل في سخرية عن سر تميزها..لاليس الجمال..فما أكثر الجميلات ..بل إنهنّ في الواقع أكثر من اللازم..حتى غدا الجمال مملاً! إذن هو الذكاء !..عن أية ذكاء تتحدث! وهي تدرك بعمق أنها أحمق من ذاك الغراب الذي ظن صوته شجياً,وأضاع قطعة الجبن من بين أسنانه..لكم أضاعت من جبن في حياتها! أفاقت مجدداً لتهرب من سيل (لماذا) الذي اعتراها رائحة عرق السيدة بجوراها تكاد تصيبها بغثيان مستحب!..فتستعين بالشرود من جديد..ورائحة الحشائش المبلتة تساعدها على ذلك بجدارة واجتاحتها دوامات الأسئلة من جديد من هي ! ماذا تريد؟ لماذا الحياة ؟ إلى أين ! ثم ماذا؟ هزت رأسها في تلقائية لتنفض تلك الدوامات عنها..وقررت أن لاشرود شرعت تتأمل في الوجوه من حولها وكأنها لوحات في معرض فني ! بالرغم من كل شيء هم أحياء يتنفسون يضحكون ويدمعون ويتذمرون
أخذت تذوب ولهاً بتجاعيد هذا العجوز, تجاعيد رسمها الزمن بريشة لاتخطئ ,متذمر ,منهك ,ناقم على الحياة ولا تعرف سبباً واضحاً لهيامها بتلك الطالبة التي تعانق في ملل كتبها, بريئة ,متفائلة,ضاحكة, وشقية حتى ذاك الشاب الوقح وأه من تلك العجوز الباسمة تشعر بروحها تسلب من بين ذرات جسدها..لتمتزج بهواء العربة,وتجاعيد العجوز,وكتب الفتاة, ورائحة الحشائش المبتلة تدمع عيناها ..فتتظاهر بأن شيئاً ما أصابهما يتناقصون .. فتودعهم وداعاً لاتراه العيون وتدركه الأرواح محطة الميرغني.. (الأخر ياآنسة) تلملم مشاعرها وشذرات روحها المتناثرة,وتغادر العربة تدرك وأنه بالرغم من كل شيئ ,هي تعشق الحياة..وهذا كافي لأن تحيى وتستمر شعور غريب يستعمر قلبها.. شعور بالحب والإنتماء لكل ذرة تراب يحملها الهواء..لكل شجرة..لكل زهرة..لكل نسمة عليلة تقبل وجهها على استحياء..استسلمت بشبح ابتسامة لذلك الشعور ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ من مدونتي القديمة incomplete :( |
انكمبليت يا قمر
يا احلى ناقصه فى الدنيا:)
ايه الكلام الجامد دا يابت انتى
تصدقى انى كل يوم بكتشف انك موهوبه عن اليوم الى قبله
متسلفى اختك الغلبانه
عاااااااااااااااااااااااااااا
بجد احساسك عالى اوى
كملى يابنتى المسيرة
وتبقى الكاتبه العالميه انكمبليت
هاتى بوسه بئا
امووووووووووووووووووووووووه